على المرأة أن تخرج إلى المجتمع كإنسان لا كأنثى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
على المرأة أن تخرج إلى المجتمع كإنسان لا كأنثى
حقوق المرأة في الحياة كثيرة حصلت على البعض منها، بعد مسافة زمنية كبيرة شهدت تحولات وتطورات هائلة ورغم ذلك بقيت _ المرأة _ تواجه السؤال الكبير الذي لم ينتجه بعد، الجواب الشافي هل يحق للمرأة ممارسة دورها في الحياة كما يمارسه الرجل؟ هذا السؤال قادنا إلى عمق المسألة، فكان لا بد من تناول الموضوع من زاوية مختلفة. حيث سلطنا الضوء على علاقة الدين بالمرأة، وكيف أثر على حقوقها ودورها في المجتمع وخصوصاً دورها في الإطار الإبداعي والفني . وهل يحق للمرأة خوض غمار الفنون على أنواعها؟...
وغيرها من الأسئلة الحساسة كانت مدار هذا الحوار:
في قضايا الفن
* كيف ينظر الإسلام إلى المرأة الفنانة هل يحق لها خوض غمار الفنون على أنواعها؟ ما هي المعايير الواجب اعتمادها في هذا الإطار؟
- في الإسلام منهجٌ أخلاقيّ للسلوك الإنساني يتصل بحماية الإنسان الفرد من لحظات الضعف التي قد تنفتح من خلال الغريزة، أيّة غريزة كانت، لا نؤكد فقط على غريزة الجنس... وينفتح أيضاً على المجتمع في حمايته من تنمية نقاط الضعف في البيئة التي يعيشُ فيها، وفي العناصر التي قد تدخل إحساسه وشعوره حيث تُحوله إلى ما يشبه الإنسان الذي يتحرك _ لا إرادياً _ باعتبار العناصر المثيرة في شخصيته...
وفي ضوء هذا، فإن الحركة العلمية لدى الإنسان سواء أكانت حركة علمية تكنولوجية أو على مستوى الثقافة في الخطوط الإنسانية ومنها الفن بكل أشكاله تخضع لهذا المنهج الأخلاقي... والمرأة كالرجل في هذه المجال، لأن الأخلاق ليست ضريبة مفروضة على المرأة بل هي منهجٌ يحاول تأصيل إنسانية الإنسان لينمي طاقاته في غير ضعف وبعيداً عن نقاط الضعف... ولذلك فإننا عندما نريد دراسة المرأة والفن فإن للقضية بُعداً يتصل بأنه كيف يمكن المرأة أن تمارس الفن سواءً التمثيل أو المسرح أو غير ذلك بما ينسجم مع هذا المنهج الأخلاقي، ولهذا فالفن الذي يحمل إيحاءات جنسية أو إيحاءات العنف أو يسيء إلى المشاعر الإنسانية، كالطفولة وغيرها فهذا الفن غير مقبول إنسانياً وإسلامياً...
* ولكن الفنون تخاطب الجمال؟ وليس الغريزة فحسب؟
- المسألة هي أننا عندما نريد أن نكون واقعيين فإن قضية الجمال هي من المسائل والقضايا التي تجتذب مشاعر الإنسان وتصوراته، وتفتح له الكثير من الآفاق التي يمكن أن يشعر فيها بنوع من الإحساس بالطمأنينة والاستقرار والسعادة، ولكن هذه تشكّل العناصر الجمالية التي تمثل إنسانية الإنسان بحيث ينفتح الإنسان على الجمال من خلال عناصره الإنسانية في الشكل والكلمة والصوت... ولكن أن يتحوّل الجمال إلى حالة جنسية تجتذب الحسّ وتبعد الإنسان عن العناصر الجمالية في الصورة لتشغله بالجوانب الغريزية الجنسية فهذا ما نتحدث عنه، ولعلّ أكثر الإحصائيات في العالم المحافظ وغير المحافظ تشير إلى أن علاقة الرجل بالمرأة في شكل عام خارج نطاق الضوابط الاجتماعية الضاغطة والقانونية تمثل علاقة ذكر بأنثى... وهذا ما نلاحظه حتى في المجتمعات المتحررة _ إن صحّ التعبير _ والتي يمثل الجنس فيها حاجةً طبيعية لا يستنكرها المجتمع ومع ذلك نجد المشكلة الجنسية تتحرّك في الإدارات بين المدير والسكرتيرة، بين الموظفين المختلطين في أجناسهم حيث نجد حوادث الاغتصاب ترقى إلى درجةٍ لا تجدها في مجتمعات أخرى...
* وهذا ناتج عن الفن؟
- لقد ذكرتُ، إنّ هذا ينتج عن دراسة العلاقة بين الرجل والمرأة على أنها علاقة ذكر وأنثى، ولذلك فإن الإسلام يحاول في تشريعاته سواءً في الضوابط التي يضعها، أن يجعل العلاقة بين الرجل والمرأة في الإطار العام علاقة بين إنسان وإنسان. حتى الجنس يدخل على القاعدة الإنسانية. فالعلاقات الزوجية تمثل ميدان الجنس الحرّ بالنسبة إلى الرجل والمرأة ومع ذلك يعطيها الإسلام بُعداً إنسانياً فنحن نقرأ في الآية الكريمة: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة}. فلم يَعُد الجنس مجرد حالة غريزية جامدة، يعيشها الإنسان في شكل آلي كما يمارس طعامه وشرابه، إن علاقة الإنسان بالإنسان في نطاق العلاقة الزوجية علاقة سكينة روحية ومودة إنسانية يتوزعها ويتقاسمها الطرفان. وعلاقة رحمة وحنان...
فهناك شيء إنساني في العلاقات ويعتبر الجنس حاجة طبيعية من من جملة هذه العلاقات. هنا نقول: إنّ الفن الذي حاول إبراز مفاتن المرأة وهو ما نلاحظه في اختيار المخرجين، والذين يمارسون الفن المسرحي والتلفزيوني والسينمائي. حتى على مستوى الفن الإعلاني الدعائي يركزون جميعاً على شكل المرأة وعلى جمالها ومفاتنها ليضعونها سلعة للجميع اهاكدا ترضا المراة ان تكون فى حوب المال والشهرة لأن المشاهد سوف يندمج بالمشهد أو الصورة الإعلامية من خلال الحركات المثيرة الجنسية التي تُمثلها في هذا المجال.